المدن الذكية وتطوير أداء القطاع العام
المقدمة:
يعيش العالم اليوم تحولًا حضريًا غير مسبوق، إذ يقطن حوالي 60% من سكانه ضمن 2% فقط من مساحة الأرض، مما يجعل من قضايا التخطيط الحضري والاستدامة تحديات ملحة أكثر من أي وقت مضى. ولم تعد أساليب التنمية الحضرية التقليدية كافية للتعامل مع هذا الواقع المتسارع، بل أصبحت الحاجة ملحة إلى تسخير التكنولوجيا الحديثة لتقديم حلول عملية تلبي احتياجات هذا العدد الهائل من السكان ضمن مساحات محدودة.
من المتوقع أن يصل حجم الاستثمارات العالمية في المدن الذكية إلى ما يفوق 135 مليار دولار بحلول عام 2021، مما يدل على أن المدن الذكية لم تعد مجرد توجه عصري، بل أصبحت ضرورة حتمية في عالمنا الحديث، ومفتاحًا رئيسيًا لمستقبل مستدام وشامل. ومع ذلك، فإن التكنولوجيا وحدها لا تكفي لبناء مدن ذكية فاعلة، إذ أن تحديات الحوكمة والرضا الشعبي عن أداء القطاع العام تفرض ضرورة الابتكار والتحول في طريقة تقديم الخدمات الحكومية.
في هذا السياق، تهدف هذه الدورة التدريبية إلى تمكين المشاركين من فهم عميق لمفاهيم الابتكار في القطاع العام، وعلاقته الجوهرية بتطوير المدن الذكية. حيث يتناول البرنامج كيفية توظيف التقنيات الحديثة مثل البيانات الضخمة وإنترنت الأشياء ضمن منظومة خدمات حكومية قادرة على خلق بيئات حضرية ذكية تتسم بالتوازن بين التكنولوجيا واحتياجات الإنسان، وبناء مدن تقدم لمواطنيها جودة حياة عالية وسعادة مستدامة.
الفئات المستهدفة:
- العاملون في القطاع العام ممن يسعون لتطوير الأداء المؤسسي.
- المهنيون المعنيون بالشراكات بين القطاعين العام والخاص.
- الباحثون، الطلاب، والممارسون في مجالات إنترنت الأشياء (IoT).
- المتخصصون في الرياضيات التطبيقية وتحليل البيانات.
- المهندسون، المدراء التنفيذيون للتقنية (CTOs)، والمحللون الإستراتيجيون (SOs).
- موظفو التخطيط والتطوير الإستراتيجي.
- مدراء المشاريع المعنيون بالتحول الحضري والتكنولوجي.
- المسؤولون في الحكومات والبلديات.
- المخططون الحضريون ومتخذو القرار في الشأن العام.
- أي فرد يتطلع إلى تطوير مهاراته في مجالات المدن الذكية وتحسين الأداء الحكومي.
الأهداف التدريبية:
بنهاية هذه الدورة، سيكون المشاركون قادرين على:
- الإلمام بفئات الابتكار المختلفة داخل القطاع العام.
- استيعاب نموذج المدينة الذكية ومكوناته الأساسية.
- فهم دور البيانات الضخمة في دعم عمليات تطوير المدن الذكية.
- إدراك أهمية إنترنت الأشياء كعنصر رئيسي في بناء البنية التحتية للمدن الذكية.
- التعرف على مفهوم الشبكات القائمة على النية (Intent-Based Networks) وضرورتها في المدن الحديثة.
- إعداد مؤسسات القطاع العام للتحول نحو مدن المستقبل الذكية.
الكفاءات المستهدفة:
- المبادئ الأساسية للقطاع العام ومتطلبات التحديث والابتكار.
- بناء المدن الذكية وآليات تطويرها.
- ملامح الثورة الإدارية الجديدة في القطاع العام المدفوعة بالسوق.
- قياس تصورات المواطنين ورضاهم عن الخدمات العامة.
- اعتماد ممارسات ابتكار متمحورة حول المواطن داخل القطاع الحكومي.
- تطبيق نماذج حديثة للحوكمة المبتكرة.
- التوجه نحو إنشاء مدن ذكية تركز على رفاهية وسعادة السكان.
محتوى الدورة التدريبية:
الوحدة الأولى: المدن الذكية – مستقبل الحياة
- تقديم شامل لمفهوم المدينة الذكية.
- استعراض العوامل الثلاثة المؤثرة: التكنولوجيا، الإنسان، والمؤسسات.
- التطرق إلى الفلسفة التي تقوم عليها المدن الذكية وأهدافها الاستراتيجية.
الوحدة الثانية: الابتكار في القطاع العام
- فهم الدوافع الرئيسية للابتكار داخل الأجهزة الحكومية.
- استكشاف دور الحكومة الإلكترونية كمرحلة انتقالية نحو المدن الذكية.
- تصنيف أنواع الابتكار داخل القطاع العام.
- تحليل تأثير إدخال إنترنت الأشياء على تحسين الخدمات.
- منهجيات قياس الأداء والتحول في المدن الذكية.
الوحدة الثالثة: مبادئ الشبكات القائمة على النية في القطاع العام
- تعريف مفهوم الشبكات القائمة على النية وتطبيقاتها في البنية التحتية.
- آليات تعزيز ثقافة الابتكار داخل المؤسسات الحكومية.
- الربط بين المدن الذكية والتنقل الذكي والطاقة الذكية كمجالات متكاملة.
الوحدة الرابعة: الربط بين البشر والأجهزة الذكية
- استعراض دور الذكاء الاصطناعي في المدن الذكية.
- مناقشة قضايا الخصوصية وحماية البيانات.
- استخدام الأجهزة الذكية في إدارة الخدمات العامة.
- تحليل دور الشبكات الاجتماعية في تعزيز الشفافية والتفاعل مع الجمهور.
الوحدة الخامسة: المدن الذكية – المواطن الأكثر سعادة
- التركيز على المواطن كمحور رئيسي للتخطيط والتنفيذ.
- منهجيات فهم احتياجات المواطنين وتحليل تجاربهم.
- استعراض نماذج لاعتماد طلبات المواطن والاستجابة لها.
- تقديم لمحة عامة عن المدن الذكية من منظور سكانها وتطلعاتهم المستقبلية.