مدن المعرفة والمدن الذكية
المقدمة:
شهد العالم تحولات حضرية كبيرة نتيجة التطورات الصناعية والتكنولوجية التي ميزت العصور الماضية. ففي القرن التاسع عشر، كانت الثورة الصناعية السبب الرئيسي في نشوء الظاهرة الحضرية وانتشار المدن، وذلك كنتيجة مباشرة لعمليات التصنيع والتوسع الاقتصادي الذي رافقها. غير أن ما شهده العالم في الربع الأخير من القرن العشرين، وبدايات القرن الحادي والعشرين، من ثورة معلوماتية وتقدم هائل في تقنيات الاتصال، أدى إلى نقلة نوعية في بنية التحضر العالمي.
فقد أصبحت المعرفة، بما تتيحه من بيانات ومعلومات وسرعة انتقالها، عنصراً أساسياً في إعادة تشكيل المجتمعات، ومكوناً محورياً في بناء الاقتصاد الحديث، المعروف باقتصاد المعرفة. هذا الاقتصاد جاء ليحل محل النموذج التقليدي القائم على رأس المال المادي، حيث باتت المعرفة تمثل رأس المال الأساسي ومصدر الإبداع والابتكار، وعاملاً رئيسياً في إنتاج الثروة، وتحقيق النمو الاقتصادي، والحد من البطالة.
ومع تنامي أهمية المعرفة، أصبح المجتمع الحديث يُعرف بـ "مجتمع المعرفة"، وهو المجتمع الذي يتميز أفراده بقدرتهم على اكتساب المعرفة وتطويرها وتبادلها ونقلها، مما ينعكس على كافة الجوانب البنيوية والوظيفية لهذا المجتمع. في هذا السياق، برزت إدارة المعرفة كأداة مركزية في تحسين نوعية الحياة، من خلال توجيه الخدمات المختلفة وتطوير كفاءتها، وهو ما تزداد أهميته في المجال الحضري.
وفي إطار التحول إلى مدن المعرفة، فإن هذه المدن تقوم على استخدام المعرفة كمورد فكري أساسي، وتركز على تعزيز ديناميكية الاقتصاد المعرفي لضمان تحقيق تبادلات فعالة تلبي احتياجات سكانها، مما يساهم في تحسين جودة الحياة ورفع مستوى الرفاهية. ويعود ذلك إلى أن المعرفة تسهم في تحسين أداء المؤسسات والمنظمات وتطوير أدوات التخطيط الحضري.
المحاور العلمية:
أولاً: إدارة المعرفة
- المرتكزات الثلاث لإدارة المعرفة:
 - الاستراتيجية
 - العنصر البشري
 - التكنولوجيا
 - مراحل إدارة المعرفة:
 - تحديد الاحتياجات المعرفية
 - اكتساب المعرفة
 - تنظيم المعرفة وتخزينها
 - توزيعها ومشاركتها
 - استخدامها بفعالية
 - نماذج إدارة المعرفة:
 - نموذج Teisenbrook (1996)
 - نموذج J. Duffy (2000)
 - نموذج Mennes & Lolfman (2004)
 - التخطيط الاستراتيجي لإدارة المعرفة:
 - تشخيص الوضع القائم وتحديد واقع الموارد المعرفية
 - تحليل الفجوات بين الوضع الحالي والمأمول
 - التعرف على المخاطر المتعلقة بفقدان أو تسرب المعرفة
 - إعداد منهجية واضحة للمراجعة والتقييم
 - وضع آليات عملية لتطبيق إدارة المعرفة
 - تحديد أهداف قابلة للتحقيق
 - إعداد خطط تنفيذية مرحلية
 - نُظم إدارة المعرفة:
 - الخرائط المعرفية
 - أنظمة الأرشفة الإلكترونية
 - بناء ذاكرة مؤسسية متكاملة
 - توفير البنى التحتية التكنولوجية
 - إنشاء أنظمة لمتابعة المراجعة والتقييم
 
ثانياً: مجتمع المعرفة ودورة المعرفة
- مراحل تكوين مجتمع المعرفة:
 - تطوير القدرات التعليمية والتكنولوجية
 - تشجيع البحث العلمي والابتكار
 - دعم السياسات الاقتصادية القائمة على المعرفة
 - أسس قيام مجتمع المعرفة:
 - التعليم المتطور
 - البنية الرقمية المتقدمة
 - الشراكة بين القطاعات
 - أركان مجتمع المعرفة:
 - الإنسان المعرفي
 - الاقتصاد المعرفي
 - التكنولوجيا المتقدمة
 - المؤسسات المنتجة للمعرفة
 - خصائص مجتمع المعرفة:
 - تراكم معرفي متزايد
 - تطور تكنولوجي سريع وتسارع معرفي
 - اختفاء الحواجز الجغرافية والزمنية
 - شدة المنافسة المعتمدة على الذكاء المعرفي
 - تراجع الاعتماد على المكونات المادية لصالح المعرفة
 - أبعاد مجتمع المعرفة:
 - البُعد الاقتصادي
 - البُعد الاجتماعي
 - البُعد الثقافي
 - البُعد التكنولوجي
 
ثالثاً: اقتصاد المعرفة
- خصائصه:
 - الاعتماد على رأس المال الفكري
 - الابتكار كمصدر أساسي للقيمة
 - الاعتماد على تكنولوجيا المعلومات
 - التركيز على التعليم المستمر والبحث العلمي
 - مقوماته:
 - التعليم العالي والبحث العلمي
 - البنية التحتية التقنية
 - الأنظمة القانونية الداعمة للابتكار
 - بيئة أعمال محفزة
 - العلاقة مع التنمية والتنمية الحضرية:
 - إدماج اقتصاد المعرفة في الخطط الحضرية
 - تشجيع الاستثمار في الأبحاث والمؤسسات التعليمية
 - دعم ريادة الأعمال في المجالات المعرفية
 
رابعاً: نماذج إنشاء مدن المعرفة
- تقييم رأس المال الفكري في المدن:
 - التركيز على القدرات البشرية
 - قياس الإبداع والابتكار
 - توفير مناطق للابتكار والتعليم والتجديد
 - رؤوس الأموال الفوقية:
 - رأس المال الاجتماعي
 - رأس المال المؤسسي
 - رأس المال الثقافي
 - مجالات الاستثمار في مدن المعرفة:
 - التعليم العالي
 - الاقتصاد الرقمي
 - الصناعات الإبداعية
 - نماذج مدن المعرفة:
 - تجارب مختلفة تسعى إلى التنافس المعرفي والتبادل:
 - سنغافورة: اقتصاد صناعي جديد يرتكز على المعرفة
 - المدينة المنورة: تطوير استراتيجي واقتصادي قائم على المعرفة
 
خامساً: المدن الذكية
- التحول الحضري الذكي:
 - يعتمد على توظيف التكنولوجيا والمعلومات لتحقيق الاستدامة
 - البنية التحتية في المدن الذكية:
 - شبكات ذكية لإدارة الطاقة والمياه
 - إنترنت الأشياء لتسهيل التفاعل بين الأجهزة
 - البيانات المفتوحة لتعزيز الشفافية
 - بنى تحتية معلوماتية واتصالات متطورة
 - الأطراف المعنية:
 - مزودو الاتصالات والتقنيات
 - المخططون الحضريون
 - مقدمو الخدمات العامة
 - هيكلة المدينة الذكية وإدارتها الحضرية:
 - تنظيم الموارد الحضرية عبر التكنولوجيا
 - تعزيز المشاركة المجتمعية في التخطيط
 - نماذج المدن الذكية:
 - برشلونة: استخدام إنترنت الأشياء في تخطيط المدينة الذكية
 - دبي: مشروع "مدينة ذكية – آفاق 2021 – المدينة الأكثر سعادة"